على أننا لا نعرف يقينا مصادر ابن الدواداري الأخرى لأحداث التاريخ السياسي وبخاصة ما تعلّق منها بمصر. وترد لدى ابن الدواداري عناوين كتب في نصّه تدلّ أسماؤها على أنها كتب في التاريخ أو في التراجم وهي:
1 - «تاريخ إصبهان» لحمزة بن الحسن الإصفهاني (بعد 350 هـ).
2 - «أخبار خراسان» لأبي القاسم علي بن الحسين الوزير المغربي (-418 هـ).
3 - «عيون التواريخ» لغرس النعمة (-480 هـ).
4 - «تاريخ حلب» لابن العديم (-660 هـ).
وتذكر هذه الكتب في نصّ ابن الدواداري في سياق الحديث عن الزلازل وغرائب النوائب الطبيعية، وفي الحديث عن زيدية بحر الخزر والسامانيين.
ويمكن إدراج هذه الكتب ضمن المصادر الثانوية أو غير المباشرة لكنز الدرر؛ إذ إنّ الراجح أنّ ما ذكر منها في سياق أخبار تاريخية مأخوذ من «الدول المنقطعة» لابن ظافر، وما ذكر في الحديث عن أحداث الطبيعة مأخوذ عن «مرآة الزمان» لسبط ابن الجوزي.
ويرد عند ابن الدواداري في تقاريره عن مصر عنوان كتاب ومؤلفين. أما الكتاب فعنوانه: «البرق الشامي» مثل عنوان كتاب عماد الدين الكاتب الأصفهاني مؤلّف السيرة الصلاحية لكن لا علاقة له به. ذلك أنّ ابن الدواداري يأخذ عن الكتاب المذكور في تقريره عن زلزال العام 430 هـ بمصر. أمّا المؤلفان فهما القضاعي الذي عرضنا له سابقا، وآخر يسميه ابن عسكر، لم نستطع التعرف عليه بين المؤرخين المصريين. ومما يعجب له أنّ ابن الدواداري لا يذكر-باستثناء القضاعي-أحدا من المؤرّخين المصريين المشهورين. لكنّ هناك عملا تاريخيا عنوانه: «تاريخ القيروان» ما رجع إليه ابن الدواداري في أجزاء تاريخه الأخرى، لكنه رجع إليه في الجزء الخامس مرتين