في أخبار عن كافور الإخشيدي والمعزّ الفاطمي.
ويذكر ابن الدواداري الطبريّ دون أن يقتبس منه بشكل مباشر. كما يذكر الفرغاني الذي كتب تكملة للطبري مرتين. ومع أنّ الطبري يشكل المصدر الرئيسي للأخبار عن العباسيين في العادة؛ فإنّ ما يذكره مؤلّف الكنز يختلف كثيرا عن تقارير الطبري باستثناءات قليلة. أمّا «مرآة الزمان» لسبط ابن الجوزي (-654 هـ) فإنّ المؤلّف لا يأخذ عنه في الجزء الخامس إلاّ ما اتّصل بالغرائب ونوائب الطبيعة.
أمّا الأنباء التي يوردها ابن الدواداري عن مقياس النيل كلّ عام، فلم نستطع معرفة مصدرها. وترد الأنباء نفسها عند ابن تغري بردي (-874 هـ) في «النجوم الزاهرة»؛لكنّ ابن تغري بردي لا يذكر مصدره أيضا. ومع أنّ أنباء المؤرّخين تتفق أحيانا لعدّة سنوات متتالية؛ لكنها تختلف أحيانا اختلافا كبيرا بحيث لا يمكن القول إنّ لهما مصدرا مشتركا.
وهناك صعوبة أخرى لم يمكن الوصول إلى تعليل مقنع لها. فابن الدواداري يورد أسماء ولاة مصر وقضاتها وعمّال خراجها كلّ عام؛ وهو ما لم يفعله المؤرّخون الآخرون بهذا الثبات. ويكتفي ابن الدواداري أحيانا بذكر الاسم الأول، أو اللقب لصاحب الخراج بحيث لا يمكن في كثير من الأحيان التعرّف عليه من مصادر أخرى. أمّا بالنسبة للولاة والقضاة فقد كان المتوقّع أن يعتمد ابن الدواداري على الكندي (-350 هـ) في مؤلّفه المعروف «الولاة والقضاة».بيد أنّ المقارنة تشير إلى أنّ الكندي لم يكن المصدر المباشر لهذه