«الدول المنقطعة» لابن ظافر الأزدي (-613 هـ) المصدر الثاني لابن الدواداري. وهو مصدر لم يصل إلينا كاملا بل ضاعت أقسام معتبرة منه.
وهو يؤرخ للدويلات التي ظهرت في قلب الخلافة العباسية، وانقضت أو سقطت. ومن الطريف أنّ الأزدي عقد بابا في كتابه للدولة العباسية، رغم أنها لم تكن قد انقضت أو انقطعت من بغداد في عصره. وقد طبعت من الأجزاء الباقية من الكتاب حتى الآن ثلاثة أقسام تعالج مصائر ثلاث دول: القسم الخاص بالدولة العباسية، والقسم المتعلق بالدولة الفاطمية، والقسم المتعلق بالدولة الحمدانية. وقد استخدم ماديلونغ Madelung القسم المتعلق بالإمامة الزيدية في أقاليم بحر الخرز، في النصوص التي نشرها عن الإمامة الزيدية بطبرستان، والديلم، وجيلان، أمّا النص الذي رجع من أجله ماديلونغ إلى هذا القسم من كتاب الأزدي، فمصدره كتاب ضائع لهلال الصابي (-448 هـ).ولأنّ ابن الدواداري ينقل عن ابن ظافر؛ فإنّ كتاب التاجي للصابي يعتبر مصدرا غير مباشر لابن الدواداري. وقد دلّت المقارنة بين نصّي الصابي وابن الدواداري على تشابه كبير يبلغ حدّ التطابق فيما عدا أنّ ابن الدواداري يختصر في نقوله أحيانا. ويعني هذا من ضمن ما يعينه أنّ ابن الدواداري كان أمينا ودقيقا في نقوله الأخرى عن الأجزاء الضائعة من «أخبار الدول المنقطعة» للأزدي، وهي تمثّل أخباره عن آل دلف والصفّاريين والسامانيين، كما يعني ذلك أننا نملك لدى ابن الدواداري جزءا من النصوص الضائعة من تاريخ الصابي؛ التي تمثّل مصدرا من المصادر غير المباشرة لصاحب «كنز الدرر».