النهاية يذكر أعقابه من الذكور، ووزراءه، وقضاته، وحجابه. يتبع ابن الدواداري خطة القضاعي هذه في الترجمة للخلفاء، لكن لأنّ تاريخه حوليّ؛ فإنه يقسم الترجمة إلى قسمين. في القسم الأول يذكر التواريخ كلها حتى وفاته أو عزله. وفي القسم الثاني يذكر بقية أجزاء الترجمة كما فعل القضاعي؛ بما في ذلك قوائم العاملين مع الخليفة وموظّفي الإدارة. لكنه يكتفي من تلك القوائم بقائمتي الوزراء والحجاب. أما قوائم القضاة وأعقاب الخليفة فيتجاهلهما إلاّ نادرا. وبين هذه القسمين المتباعدين يورد ابن الدواداري كل مضامين تاريخه: الأخبار السياسية، وأخبار الشعراء ومختارات من شعرهم، وأخبار الدويلات، وأخبار من عوالم العلم والمعمار، وطرائف، وغرائب، والأنباء عن النوائب الطبيعية.
وكان بين يدي ابن الدواداري مصدران آخران يوردان قوائم للموظفين، وتراجم للخلفاء، قارن بهما ما لديه، وأفاد منهما في مواطن عدة: العقد الفريد لابن عبد ربه (-328 هـ)،ومروج الذهب للمسعودي (-345 هـ).وليس من السهل التعرف على المصادر التاريخية الأخرى التي عرفها ابن الدواداري وأفاد منها. ففي الدول المنقطعة لابن ظافر الأزدي-وفي القسم الخاص بالدولة العباسية بالذات-أخبار سياسية، لكنها ضئيلة إذا قورنت بالأخبار في المصادر التي ذكرناها سابقا.
ويقطع ابن الدواداري حديثه عن الدولة العباسية وخلفائها مع بدء سيطرة المعزّ الفاطمي على مصر (-359 هـ).وهو يقلّد في ذلك القضاعي، ويضع نفسه ضمن التقليد المصري في التأريخ. ومن حسن الطالع أن تاريخ القضاعي وصل إلينا، وإن يكن ما يزال مخطوطا. ويتميز القضاعي بالإيراد الدائم لكل التواريخ المتعلقة بخليفة معين. ورغم قصر المعلومات السياسية التي يوردها القضاعي فقد أخذ عنه ابن الدواداري منها أيضا. أمّا التراجم القصيرة للخلفاء فقد نقلها عنه أحيانا بكاملها. وكانت كتاب «أخبار الدول المنقطعة» أو