اخذ ينحط سكن غليان تلك المياه وبردت تلك الاجزاء وغلظت ورجعت الي قرارها وجرت الانهار علي عادتها فقد ارجع القزويني التأثير الي تسخين القمر لصخور البحار وفاته ان تسخين الشمس في رائعة النهار اشد واقوي فهذا غلط ظاهر وليس الامر مبنيا علي التسخين والتبريد وانما هو نظام الجاذبية الفلكية.
جاء في تنبيه المسعودي عند الكلام علي نهر الس وتفسير الس بالعربية: نهر الملح وهو نهر مقلوب يجري مما يلي الجنوب مستقبلا للشمال كنيل مصر ومهران السند ونهر انطاكية المعروف بالارند وما عدا ذلك من الانهار الكبار فمصبها كلها من الشمال الي ناحية الجنوب لارتفاع الشمال علي الجنوب وكثرة مياهه.
وهذا الحكم الخاص بالدنيا القديمة قد يصدق تمام الصدق علي الدنيا الجديدة وانهارها العظام فالمسيسبي في امركيا الشمالية وباراجواي واورجواي في امريكا الجنوبية يصبان في الجنوب علي حين يصب نهر الأمازون في الشمال ويعد بذلك في وجهة نظره نهرا مقلوبا.
واما تعليله بارتفاع الشمال علي الجنوب فهو موضع نظر بلا ريب.