من كناشة النوادر
تراثنا العربي زاخر بأنواع شتي من المعارف بها جلاء لكثير من غوامض العلم كما انه مشحون بالطرائف وغذاء الذهن والروح واللسان ايضا.
وقد كان من سوالف الأقضية ان اقيد تلك الشوارد ما استطعت الي ذلك سبيلا فإن الحكيم العربي كان يقول وقوله الحق: العلم صيد والكتابة قيد.
واذا ضاع القيد ذهب الصيد.
وكثيرا ما يقرأ الإنسان شيئا فيعجبه ويظن انه قد علق بذاكرته فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم وضاع معه مفتاحه فانتهي الي حيرة في استعادته واسترجاعه.
والباحثون ولاسيما في ايامنا هذه يقيدون هذه المعارف في جذاذات يرجعون اليها عند الحاجة ولكني سلكت طريقا اوثق من طريق الجذاذات هو دفتر الفهرس وهو الذي سميته: كناشة النوادر.
اقيد فيها رءوس المسائل مرتبة علي حروف الهجاء مقرونة بمراجعها وقد وجدت ان هذه التسمية مع ما فيها من التوليد او التعريب اقرب في الدلالة وادق في التعبير.