وانظر إلى الناحية الأخرى عندما توجد الشحناء والبغضاء محل الأخوة في الله، وخطر منعها مغفرة الله تعالى: روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا)، فتخيل لو أنك تشاجرت مع جارك أو صاحبك أو قريبك فإن مغفرة الله عز وجل تؤجل لك ولصاحبك إلى أن تتصالحا، ثم الله أعلم هل ستموت قبل أن يغفر لك أم ستلحقك المغفرة في الدنيا؟! إذاً علاقتك بإخوانك هي التي تحدد مغفرة الله لك، وهذا شيء في منتهى الخطورة.
لذا كان الشافعي يقول أبيات رائعة: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة وقوله: إنه ليس من الصالحين إنما هو تواضع منه رحمه الله تعالى.
وأكره من تجارته المعاصي وإن كنا سوياً في البضاعة فيقول رحمه الله تعالى: بأن حبه للصالحين هو الذي يمكن أن يدخله الجنة، وهذا مفهوم راقٍ جداً عند الإمام الشافعي رحمه الله، ولذا نجد أن تلميذه الإمام أحمد بن حنبل عندما سمعه يقول هذين البيتين قال له: تحب الصالحين وأنت منهم ومنكم سوف يلقون الشفاعة وتكره من تجارته المعاصي وقاك الله من شر البضاعة فهذا هو الكلام الذي ينفع مع أمثال الشافعي أو أحمد بن حنبل رحمهما الله.