هذه الأنواع التي لا تخفى مفاسدها وأضرارها، أليس فيه الأمر بأخذ الحذر من الأعداء وتوقي شرورهم بكل وسيلة، أليس فيه الأمر بإعداد العدة للأعداء بحسب الزمان والمكان والاستطاعة، أليس يحث على الاجتماع والائتلاف الذي هو الركن الأصيل للتعاون والتكافل على المصالح ومنافع الدين والدنيا والنهي عما يضاده من الافتراق؟ أليس فيه تعيين القيام بما بانت مصلحته وظهرت منفعته، والأمر بالمشاورة فيما تشابهت فيه المسالك، أليس فيه الإرشاد إلى جميع طرق العدل والرحمة المتنوعة، والحث على تنفيذها في حق جميع الخلق؟ أليس فيه الحث على الوفاء بالعقود والعهود والمعاملات الكبيرة والصغيرة التي بها قوام العباد. أليس فيه الأخذ على أيدي السفهاء والمجرمين بحسب ما يناسب جرائمهم وردعهم بالعقوبات والحدود المانعة والمخففة للجرائم، فأي مصلحهَ تخرج عن إرشادات هذا الدين، وأي أصل وأساس فيه الخير والصلاح إلا وقد أرشد إليه الدين لا فرق بين دينيها ودنيويها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015