الإحسان المتنوع لأصناف المخلوقات. أما أمر بنصر المظلومين وإغاثة الملهوفين وإزالة الضر عن المضطرين؟ أما رغب في حسن الخلق في كل طريق، مع القريب والبعيد، والعدو والصديق فقال: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] [سورة فصلت: من الآية 34] ، أما نهى عن الكذب والفحش والخيانات، وحث على رعاية الشهادات والأمانات، أما حذر عن ظلم الناس في الدماء والأموال والأعراض، فما من خلق فاضل إلا أمر به ولا خلق رذيل ساقط إلا نهى عنه، ولذلك كانت القاعدة الكبرى لهذا الدين رعاية المصالح كلها ودفع المفاسد.

ثم إذا نظرنا مسايرته للحياة ومجاراة الأمم، فإذا فيه جميع النظم النافعة والنظم الواقية، أليس فيه الأمر بطلب الأرزاق من جميع طرقها النافعة المباحة من تجارات وصناعات وزراعات وأعمال متنوعة، فلم يمنع سببا من الأسباب النافعة بوجه من الوجوه، وإنما منع المعاملات الضارة، وهي التي تحتوي على ظلم أو ضرر أو قمار، ومن محاسنه تحريمه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015