ولهذا كان المنصفون من الأجانب على ما هم عليه يعترفون بكماله، وأنه لا سبيل لزوال الشرور عن العالم إلا بالأخذ بتعاليمه وأخلاقه وإرشاده.

وكما أن الدين هو الصلة الحقيقية بين العباد وبين ربهم به إليه يتقربون ويتحببون، وبه يغدق عليهم خير الدنيا والآخرة، فإنه الصلة بين العباد بعضهم ببعض تقوم به حياتهم، وتنحل به مشكلاتهم السياسية والاقتصادية والمالية، فكل حل بغيره فإن ضرره أكثر من نفعه، وشره أعظم من خيره، فإن فرض إصلاح بعض المشكلات ببعض النظم إصلاحا حقيقيا فتأمل ذلك الحل فلا بد أن تجده مستندا إلى الدين، لأن الدين يهدي للتي هي أقوم، كلمة عامة جامعة لا تبقي شيئا، والواقع يشهد بذلك.

وبالدين يتم النشاط الحيوي، ويستمد كل واحد من الآخر مادة الدين ومادة الحياة، لا كما يزعمه المنكرون والمغرورون والمأجورون أنه مخدر مؤخر لمواد الحياة، لقد والله كذبوا أشنع الكذب وأوقحه، فأي مادة من مواد الحياة أخرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015