أو أوقفها أو لم يبلغ فيها نهاية ما يدركه البشر؟ فليأتوا بمثال واحد من الدين لا بالتمثيل بأحوال من ينتسب للدين وهو منه خلي إن كانوا صادقين.

فإن قيل أليست الأديان الصحيحة كلها من رب العالمين؟ فما بال دين المسيح روحه وحقيقته هو الصلة فقط بين العبد وبين ربه، وليس فيه التعرض إلى أمور مواد الحياة الحاضرة ونظمها، مع أن الله واسع الرحمة؟ فالجواب عن هذا سهل لمن عرف كيف نشأ الدين المسيحي في ظروف طغت فيها المادية اليهودية وبنو إسرائيل طائفة قليلة وجزء يسير بالنسبة إلى دولة الرومان ذات النظم الأرضية، فالأمة الإسرائيلية قليلة والمدة يسيرة، لأن دين المسيح مؤقت إلى مجيء الدين الكامل الشامل لعموم الخلق وعموم المصالح، فكما أن محمدا صلى الله عليه وسلم بُعث إلى الخلق كلهم، إنسهم وجنهم، فكذلك قد تكفل دينه بإصلاح الخلق إصلاحاَ روحيا وماديا، واستعان بكل واحد على الآخر، وبه تم الكمال وحصل، فكما تولى تهذيب القلوب والأرواح فقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015