عبيد مربوبون وعباد مقهورون، ليس على وجه الأرض من يملك لنفسه منهم نفعاً ولا ضراً ولا حياة ولا نشورا، بل ولا فى السماء من أجرامها العظام وطبقاتها المتناهية فى السعة ما يضر أو ينفع بذاته فيحكم بأنه ليس فوقه فى هذا العالم أجمع إلا الله - سبحانه وتعالى - وما عاداه آثار رحمته وأسباب وضعها سبحانه أظهرها لمن أحبه فمن أهمل هذا العقل وقلد غيره تقليداً أعمى من غير حجة ولا برهان كان أضل من الأنعام وقد استوجب عقاب الله - عز وجل - لأن العقول التى تبحث وتخترع الآلات والأدوات التى تغير بها وجه الأرض ولم تبحث فيما أودعه الله - سبحانه وتعالى - فى تلك الكائنات من الدلائل على وحدانيته من الآيات الدالة على قدرته وحكمته وعلى تفرده - سبحانه وتعالى - بالألوهية والربوبية، فكانت تلك العقول أدنى من عقول أخس الحيوانات، لأن من الحيوانات والطيور من هُدى بالفطرة ما يدرك به جلب المنافع ودفع المضار بقدرة، فمنها ما يصنع له الحجرات فى بطن الأرض وفى المغارات وفى كهوف الجبال ومنها ما يصنع له القصور العاليات فوق الأشجار ومنها ما يقود الجيوش لحرب أخصامه كالقردة فى جزيرة مدغشقر ومنها ما يصنع النفق بين البر والبحر ومنها ما يتعاون على جلب ضرورياته ويصنع له بيوتاً هندسية بحجرات مسدسة يعجز عن إتقانها أمهر المهندسين وغير ذلك من أنواع تربية الإناث لأولادهن ..
فمن الحيوانات ما يخرج أولاده من بطنه ويضعه فى كيس تحت بطنه ليتم حمله، وبعضها تلد فيفر المولود من أمه بسرعة يكون فيها أسرع من