الريح المرسلة وأمه تجرى وراءه لتنظفه بلسانها، ولسانها كالشوك لو لمسته لقتلته فينجو منها بعدوة، ومنها ما يلد خارج البحر ثم يرجع إلى البحر فيربى أولاده بالنظر إليها .. وسبحان الله القادر الكريم .. {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (?).
هذا ما فطرت عليه الأنواع الحية السافلة فيكون ما فطر عليه الإنسان أرقى من هذا بحسب ضرورياته ولا يحكم على الإنسان أنه عاقل حتى يدرك عقله ما هو ظاهر فى الكائنات من الآيات القائمة على وحدانية الله - سبحانه وتعالى - فإذا لم يدرك هذا حكم على نفسه بأنه أخس من البهائم لأنهم لا يعقلون إلا بالعقل المكتسب الذى دعت إليه الضرورة ثم أنها تعمل ما يُعجز الإنسان.
وهنا أشير إلى أن .. عالم النبات أكمل وأعظم فى نيل ضرورياته من الإنسان، فإنك ترى فى النباتات الصغيرة أنها تتحول إلى الشمس عند شروقها وتدور معها إلى غروبها وترى الأشجار الضخمة أول فرع منها يتجه حيث شروق الشمس والفرع الثانى إلى غروبها حتى لا يضر أخاه بظله، والفرع الثالث يرتفع إلى أعلى، وكل ذلك لتتمتع الشجرة بحرارة الشمس ونورها وكل نبات يكون فى ظل يمتد رأسه ناحية الشمس.
ولذلك فإنك ترى بعض النخيل إذا كان بجانب نخلة تحجب عنه يميل شرقاً أو غرباً وترى فى الشجرة الواحدة أزهاراً إناثاً فيلقح بعضه بعضا.