وإياكم أن يقول أحدكم مادام مثل هذا الانحراف لا يمسنى فليس لى به شأن لأن الذى اجترأ على مثلك من السهل أن يجترئ عليك ونحن نعرف جميعاً قصة الثيران الثلاثة (الأحمر، الأبيض، الأسود) فقد هاجم الأسد الثور الأبيض فأكله ولم يدافع عنه الثور الأحمر أو الأسود، ثم هاجم الأسد الثور الأحمر بعد ذلك .. فقال الثور الأسود لنفسه: مادام الأسد لم يأكلنى فلا دخل لى بهذا الأمر، ثم جاء الأسد إلى الثور الأسود وبينما هو يقترب منه قال: لقد أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض.

وهذا القول يدلنا على .. أن اتقاء الفتنة يبدأ من الضرب على أيدى صانع الفتة وهى فى بدايتها، وأضرب هذا المثل ليبقى فى الذاكرة دائماً .. إن الأم التى قسمت الأكل بما فيه من لحم وخضر وفاكهة على الأبناء، فأكل أحد الأبناء نصيبه ثم احتفظت الأم ببقية أنصبة اخوته فى الثلاجة .. وبعد ذلك لاحظت الأم أن الإبن الذى أكل نصيبه يأكل نصيب إخوته من خلف ظهرها ودون استئذانها وهنا يجب أن تؤنبه وتعاقبه على مثل هذا الفعل حتى لا يتمادى فى ذلك.

كذلك .. إذا دخل الابن بلعبة أو بشئ يفوق ثمنه قدرة مصروف يده على الشراء .. فعلى الأب أن يضرب على يد الابن حتى لا يتمادى الولد فى إفساد نفسه

ولذلك .. نجد الحق - سبحانه وتعالى - جعل الدية فى القتل الخطأ على العاقلة وهم العصبة أى قرابة القاتل من جهة أبية ويطلق عليهم العائلة أى عائلة القاتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015