وحتى لو كان الرجل الشهم ذا حاجة واحتاج إلى شيء من أهله فإنه لا يأخذه إلا بالمعروف وبطيبة من أنفسهم يتيقنها، أو يأخذه على سبيل القرض الحسن المسجل الموثق، بعد أن يتيقن وتطمئن نفسه برضاها عن طيبة نفس، لا عن إكراه، ولا عن استخدام لعصا القوامة بعد أن نسي يوم القيامة، ونسي حسابه ووقوفه بين يدي الله ومقامه!.
والحقيقة أن هذه الظاهرة قد أثقلت كثيرا من بيوت المسلمين اليوم بمشكلات خفية وظاهرة، وأصبح المظلومون والمظلومات، بسبب ذلك، يعانون من ظلم الظالمين من "الأزواج" في هذا العصر. نعم، والله، إنهم يعانون، ولكنهم مع ذلك لا يعانون"1"!.
لماذا؟.
لأسباب، منها: أن الظالم يتعامل كما لو كان زوجا في الحقيقة، ويستخدم حق القوامة، لا أطال الله مقامه، وقطف منه تلك الهامة!.
وهذه ظاهرة جديدة من ظواهر النذالة والأنذال التي لا أحسب أنها وجدت إلا في هذا العصر، وإن وجدت فبصورة لا تصل إلى هذا الحد.
وإذا سئل عن صنيعه احتج بفتوى فلان وفلان، ونسي كلام الرحمن وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة. وما هذا في الحقيقة إلا وسنان في صورة يقظان. هذا في الوقت الذي ربما كان بمقدوره أن يميز ويعرف فيه حكم الله وحججه وبيناته!.