وإذا ذكرت له أدنى اعتراض على ذلك ربما أبغضك في الله وأحب ذاك الذي أفتاه محبة في الله-والله أعلم-!.

وكم استفتاني المستفتون: ماذا يصنعون؟.

ولست من أهل الفتوى، ولكن حكم الله واضح، والحلال بين، والحرام بين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لوابصة: "جئت تسأل عن البر والإثم؟ ". قال: قلت: نعم ... قال: "استفت نفسك، استفت قلبك، يا وابصة"، ثلاثا، "البر ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك" "1".

وبعض هذه الصور المخزية في أخلاق الرجال، صور ملفوفة، لكنها في الحقيقة مكشوفة، ومن ذلك أن يظهر الرجل تورعا أن يأخذ من راتب زوجته أو مالها شيئا، لكنه يدعها لراتبها؛ فيلزمها بالصرف على نفسها، وكأن الأمر لا يعنيه، وكأنها في الحقيقة لم تتزوج!.

وبعضهم يلزمها أن تشاطره النفقة ودفع إيجار البيت، وأما ملابسها وحاجاتها التي تخصها فلا شأن له بها، فتتولاها الزوجة التي كادت، والحالة هذه أن تكون تاء التأنيث فيها زائدة وبه لاحقة؛ لأنها أصبحت ملزمة بالإنفاق على الرجل "العاني"، وملزمة بمقتضى "حق القوامة عليه" أن تخصص للبيت خادمة أيضا.

ولست أدري كيف وصل الانتكاس بهذا الصنف من الناس إلى الحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015