معلمة أو موظفة، وهذا يكشف الأمر إما لأنه مغفل خبيث، أو لأنه خبيث فيه شيء من الخير.
وبعد الزواج يوقد الزوج نار الشر التي يعتقد أنها من حقوق الزوج على زوجته التي استجدت في هذا العصر، ومن ذلك أن له الحق في أن يستولي على راتب زوجته، كله أو بعضه-بحسب درجات الورع عنده-دون أن يشعر بأي غضاضة أو حياء من الناس، ودون أن يحسب حسابا لرضا الزوجة أو أهلها أو مشاعرهم!.
بل ويقول: هذا حقي!.
ويستخدم حق القوامة الذي أعطاه الله إياه استخداما ظالما غير مشروع، فيستعبد الزوجة، ولا يعبأ بأهلها وأرحامه، ولا يعبأ بما حرمه الله من أموال الناس على الناس بغير طيبة من أنفسهم!.
وهو في كل ذلك بين شخصين:
- إما أن يكون شخصا مكابرا مناقضا في تصرفاته هذه لقناعته في قرارة نفسه من أن هذا إثم واضح وعار فاضح!.
- أو يكون شخصا مغفلا قد غرته فتوى أو كلمة سمعها من بعض الناس؛ فأخذها بطرفها، ولم يوغل في التحقق منها والتثبت فيها؛ وذلك خوفا من أن يحق الحق ويترجح الراجح ويتبين له حرمة ما ظنه غنيمة باردة، وما علم أنها ظليمة في شرعنا غير واردة!.
ولكن هذا وذاك إنما يعبران عن رداءة يتبرأ منها شم الرجال والمترفعون عن أموال الرجال فضلا عن أموال النساء العواني!.