يا أيها القاطعون! لا تضحكوا على أنفسكم بوصل من وصلتم لغير الله، ولا تظنوا أنكم تضحكون بهذا على الناس، ولا تظنوا أن الله يخفى عليه حقيقة أمركم!.
يا أيها القاطعون! لو استقامت دعواكم أنكم وصلتم من وصلتم لله تعالى؛ لما قطعتم من قطعتم لغير الله تعالى!.
يا أيها القاطعون! لا تظنوا أن لكم أجرا في هذه الصلة المتخيرة على غير منهج الله وشرعه!.
إن الرحم واحدة، والناس ما بين واصل لها أو قاطع!.
أما دليل المفرقين في الصلة بين رحم ورحم، فليس هو كلام الله، ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم، إنما الدليل عندهم نفوسهم البغيضة، وضمائرهم المريضة!.
ومن مخططهم في وصل من يصلون وقطع من يقطعون أن يسيروا بحسب ما تمليه عليهم مصالحهم المادية؛ فإن كان يحققها الوصل وصلوا، وإن كان يحققها القطع قطعوا!.
ومن مخططهم في وصل من يصلون وقطع من يقطعون أن يسيروا بحسب ما تمليه عليهم أيضا نفسياتهم المريضة؛ فإن كان الوصل يحقق لهم إرضاء نفوسهم تلك وصلوا، وإن كان يحققه القطع قطعوا!.
فويل لمن لا يحبونه، وويل لمن لا تكون لهم عنده مصلحة مادية أو سواها!.
ولا تقل: هذا قريب!.
ولا تقل: هذا غريب!.
ويهضم على أيديهم حق كل من الفريقين من الناس: من وصلوه، ومن قطعوه!.