ثم يدعي أنه يصل الرحم، ولست أدري لماذا لم يدع والحالة هذه أنه قاطع للرحم!.
ولا أدري لماذا لا يتنبه الإنسان إلى هذا التفريق الذي لا يقدم عليه إلا صفيق!.
ومن عقوبته عند الله أنه يظل سادرا في غيه ولا يفيق!.
وكيف لا يستمر على هذه الحال المزرية؛ وقد أخبر الله تعالى أن من عقوبته له على هذه الفعلة الشائنة ما ذكره تعالى بقوله: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ. أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} "1"!!.
فاجتمعت عليهم لعنة الله، والصمم عن سماع أمر الله، والعمى عن رؤية ما ينبغي رؤيته من الحق، والعمى عن التمييز بين الحق والباطل، والخطأ والصواب، والتمييز بين صلة الرحم وقطعها؛ فهو معاقب بفعله بما يضله، ويماديه في ضلاله، عياذا بالله تعالى!.
فهل رأيت قاطعا يعترف بخطئه وقطيعته؟!. كلا، بل الحجة المكرورة بين هذا الصنف من الناس هي إلقاء اللوم على المقطوع؛ فهو ليس بسالم من شر هذا القريب الغريب، لا أولا ولا آخرا؛ فعلى الرغم من أنه مقطوع إلا أنه متهم من القاطع-قطعه الله-بالقطيعة!.
يا أيها القاطعون، على هذه الطريقة، خبتم، ورب الكعبة-ثم لا تظنوا أن الدين لعبة!.