ومن أصولهم في سيرتهم هذه: أنهم يقربون البعيد، ويبعدون القريب، ويقدمون من حقه أن يؤخر-بحسب ميزان الله وشرعه-ويؤخرون من حقه أن يقدم بحسب ميزان الله وشرعه!.
وينام أحدهم بعد ذلك قرير العين، وكأنه ليس له أذن ولا عين!.
فينام ملء جفنيه!.
ويأكل ملء بطنه، ولا عليه!.
ويقهقه ملء شدقيه!.
ويساعده على هذه الحال من معه من النساء والرجال، ممن صنفهم رحما له؛ فشاركوه في فعلته هذه، وعدوها غنيمة ظفروا بها منه، له عليهم فيها المنة، ولا عليهم من القريب المقطوع؛ فصاروا مشتركين في إثم القطيعة لذاك الذي يجب وصله!.
ثم وقع في الفخ من ظن أنه نال الصلة من هذا القاطع، وما فطن إلى أنه في الحقيقة ما وصله، وإنما سخره لإرضاء نفسه المريضة أو لتحقيق مصالحه الشخصية، وهو غافل لا يدري!.
فيا أخي لا تغررك صلة من على هذه الشاكلة، ولا يخفى عليك أنه بمنزلة الدابة الآكلة!.
ويا أخي لا تفرح بصلة ليست لله!.
ويا أخي لا تصل ولا تقطع إلا لله!.
ويا أخي لا تنتظر من الناس جزاء ولا شكورا على الصلة لله.
ويا أخي لا تبريء نفسك من مثل هذه السيرة حملا للكلام على