الرغم من تحصيله للمعلومات، إلا أنه ميت من الأموات، إذ لم يحي بالعلم، فلم يذكر ولم يشكر ولم يخبت؛ فالفرق بين الاثنين كالفرق بين الحي والميت، {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} "1".
*- ومن الفوائد والدروس، أيضا: ما قد تبين لنا من اختلاف موقف الإنسان الذي ينبغي أن يكون عليه في شأن العلم، وموقفه مع المال، وذلك لأن المال يكون في حكم الإنسان؛ فيتصرف فيه الإنسان.
أما العلم فعلى عكس ذلك، إذ الواجب على الإنسان أن يحكم نفسه بالعلم، ويضع نفسه في موضع المتصرف فيه العلم، لا المتصرف هو.
*- ومن الفوائد والدروس، أيضا: أنه قد تبين لنا أن من دلائل استفادة الإنسان بالعلم أن يكون خاضعا للعلم، ومخضعا حياته له، وأما إذا أخضع الإنسان علمه بالشريعة لنفسه وأهوائها ورغباتها فهذا من علامات شقائه بالعلم.
*- ويتضح لنا جليا أن العبرة إنما هي بهمم الرجال وإرادة الرجال، لا بما يبدو للناس دائما من قدرات جسمية؛ فهذا الشيخ عبد العزيز، قد عاش حياته مكفوف البصر؛ لكنه لم يقعد في بيته وينتظر من الناس أن يصرفوا عليه ويخدموه؛ وإنما انطلق هو وواصل ليله بنهاره؛ ليحسن إلى الناس:
- فواصل الليل بالنهار لخدمة الناس وقضاء حاجاتهم.
- وواصل الليل بالنهار؛ ليدل الناس على الطريق -وهو الكفيف، وهم