نحور كلامه، ولا نضعه في غير مواضعه، وأن لا نجره -بعد وفاته- إلى أي سبيل من سبل التعصب، أو البعد عن الحكمة والسماحة التي كان عليها الشيخ، رحمه الله.

دروس من حياته:

نستخلص فيما يلي بعض الدروس والعظات في حياة شيخنا ووفاته:

لاشك في أن التسعة والثمانين عاما -التي قضاها هذا العالم الداعية المجاهد- مليئة بكثير من الدروس والعظات لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. أما من كان غائبا، فلا عليه أن يغيب عن الدروس أو تغيب الدروس عنه!.

فمن الدروس المستخلصة ما يلي:

*- اتضح أن العلم يتخذه طالبه للتزكية أو للتذكية؛ وذلك أن العلم إذا لم ينفعك ضرك، وذلك بحسب النية، وبحسب منهج الفهم أيضا؛ فمن طلبه على نية طيبة صالحة، وعلى منهج سديد في الفهم، نفعه العلم وزكاه. ومن فاته أحد هذين الأمرين أو كلاهما أضر به العلم وذكاه. وقد قال الله تعالى عن القرآن الكريم أنه يهتدي به أقوام، ويضل به آخرون؛ فقال سبحانه: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} "1". وقال سبحانه: { ... وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015