ونزاهته وبعده عن التعصب، موقفه من المختلفين في المناهج الدعوية، حيث كان الخلاف بين أولئك المختلفين على أشده، وصعد بعضهم هذا الخلاف، وحرص كل طرف على كسب الشيخ لصفه، لكن الشيخ رحمه الله كان في الوسط، وأبعد ما يكون عن الغلط، ويدعو إلى الحق والصواب، وإلى نبذ الخلاف والفرقة، ويدعو إلى الأخوة الإيمانية، وإلى المنهج السديد.

ولقد كان يتصرف تصرف الداعية الصادق الفقيه والعالم الرباني، ويتصرف تصرف من يجمع ولا يفرق؛ فكانت كلماته وتصرفاته حانية هادئة هادية.

ولم يجلس يوما للناس ليقول: فلان فيه، وفلان فيه. ولكن كان يجلس ليقول للناس. قال الله تعالى، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولقد تساءل بعض الناس عن سبب اجتماع القلوب على محبة الشيخ عبد العزيز، على اختلاف مذاهبها واختلاف مشاربها.

وكان جواب بعضهم أن السبب هو: توفيق الله، والإخلاص. وهذا حق، لكنه شطر الحقيقة، وأما الحقيقة كاملة فهي أن سبب اجتماع قلوب الناس على محبته كان بتوفيق الله ثم بسبب الإخلاص وبسبب منهج الدعوة الذي انتهجه الشيخ، ومن ذلك البعد عن الطعن في الناس والكلام في أعراضهم وأغراضهم، والبعد عن الغيبة والنميمة، وعن التباغض والتحاسد، فلم يعامل الناس -الموافقين والمخالفين- إلا بكلمة طيبة، وسلامة صدر، وحب للخير لهم، وتودد إليهم، وبذل النصيحة لهم بآدابها ومقاصدها الشرعية.

ولهذا، فإن من حق الله علينا، أولا، ثم من حق الشيخ علينا، ثانيا، أن لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015