المخطيء بعبارات تقربه ولا تبعده، وتهديه ولا تضله، ولا يميل مع أحد الفريقين المختلفين، وإنما يميل مع الحق والصواب ويلتمسه حيث كان، دون أن يسفه المخالف، ودون أن ينسى النصيحة المناسبة الهادية للخير بالتي هي أحسن.
وبهذا المنهج أثر في الناس تأثيرا حسنا بالغا، على اختلاف طبقاتهم، وعلى اختلاف مذاهبهم، وعلى اختلاف مشاربهم؛ فانتفع به وبأسلوبه السمح الحكيم القاصي والداني، والعالم والمتعلم، والداعية والمدعو.
قبل أيام دخل شخص عند حلاق في مدينة ينبع فعجب الحلاق من مبادرة هذا الشخص له بالثناء على الشيخ ابن باز ومدحه، ويقول: هذا الرجل ما فيه مثله رحمه الله. وبالسؤال تبين أنه كانت له مشكلة أقلقته، وهي ظروف اضطرته إلى طلاق زوجته، ويقول بأنه ذهب إلى الشيخ في الرياض وكلمه، فحان موعد الصلاة، فأخذه الشيخ معه في سيارته، وكان هذا الرجل منشغل البال إلى درجة أنه كان مشعل السجارة وهو مع الشيخ في سيارته، دون أن يشعر، ولم يكلمه الشيخ في ذلك، لكنه في النهاية نصحه عن التدخين بأسلوب لطيف، ودعاه للغداء معه، وبعد الغداء، سأل الشيخ عن الرجل قائلا: أين الذي من ينبع، ولم يقل: أين المدخن أو صاحب السجارة!. فجاءه ووجهه في مشكلته، وانصرف!.
هذا موقف واحد مع رجل عادي غريب لا يعرفه الشيخ، لكن بمعاملته له بهذه السماحة والنصح، نفعه الله به.
ومن الأمثلة الدالة على منهجية الشيخ في الدعوة الشاهدة بسماحته