أخلاقه وآدابه:

أما أخلاقه وآدابه، فإن من يتتبع أخبار الشيخ وتفاصيل حياته -رحمه الله تعالى- يدرك إلى أي مدى كان الشيخ حريصا على وراثته لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليكتمل له صواب الوجهة؛ لأنه لا يستقيم للإنسان الإرث من العلم النبوي حتى يضم إلى ذلك إرثه من الخلق النبوي، وكلما تمكن الإنسان من هذه الأخلاق، كان دليلا على تمكنه في الإرث من تلك العلوم.

وإذا أنت جمعت أخلاق الشيخ عبد العزيز ابن باز، رحمه الله تعالى، وفضائله، اتضحت لك هذه الحقيقة، وهي أن الشيخ وارث بنصيب وافر من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم بقدر ما كان وارثا من علم النبي ورسالته صلى الله عليه وسلم، بل إن وراثته للسيرة والأخلاق ثمرة شاهدة لوراثته للعلم والفقه.

وما أجمل أن يكون العالم حائزا على الفضيلتين، آخذا بنصيب وافر من الإرثين. وحينئذ تجتمع القلوب على محبته، والتأسي بسيرته، والاعتراف بفضله ومكانته. وحينئذ، أيضا، تختفي من حياة العالم الازدواجية بين القول والعمل، أو المضادة بين علمه وعمله وسيرته.

وهذا هو السر الذي رأينا به الشيخ أبا عبد الله على ما يسر؛ فتوافقت أقواله وأفعاله، وعلمه وسيرته على الصفاء والصدق والاقتداء بخاتم الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم.

لقد كانت أحوال الرجل مؤيدة لأقواله، كما أن أقواله وعلمه كانا مؤيدين لأحواله وصفاته.

نعم، والله، ما كان أبو عبد الله دارسا ومدرسا لعلوم الشريعة وهو مقيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015