أموالهم، بل أعطاهم. والحقيقة أن نظافة الجيب من ثمرات الإيمان بالغيب!.

*ومما كان عليه الشيخ من خلق يدل على وجهته هذه ما هو معلوم مشهور عنه من تورعه عن الغيبة والنميمة، فلا يتكلم في أعراض الناس، ولا يرضى أن يتكلم في حضرته في أعراضهم.

وأنا أسمع للشيخ، بقصد أو عرضا، مذ كنت في دراسة المرحلة المتوسطة إلى أن توفي؛ فلم أسمع، والله، إلا خيرا، ولم أسمع منه غيبة في يوم من الأيام، ولم أسمعه يذكر أحدا بسوء؛ فأي سمو هذا، وانتصار على النفس، ونجاح في تربيتها، وترفع عن الاشتغال بأعراض الناس وبما يضر ولا ينفع من هذا القبيل وسواه.

ولا تعجب-بعد هذا-أن لا ترى أحدا يتكلم في الشيخ، لقد عف عن أعراضهم؛ فوفروا عرضه، حيا وميتا، ولم يجدوا عندهم تجاه الرجل الطيب إلا الثناء العاطر، والحب الزاخر، والدعاء الصادق. فاللهم ارحمه، واجزه عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا.

*ومما كان عليه الشيخ من أخلاق العالم الرباني، ما هو معلوم مشهور عنه من كثرة ذكره لربه سبحانه، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان لا يدع فرصة تمر إلا ويذكر فيها ربه عز وجل أو يصلي فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

*ومما كان عليه الشيخ من أخلاق العالم الرباني، ما هو معلوم مشهور عنه من أثر التقوى في كلامه وتصرفاته ومشاعره وعواطفه وغضبه ورضاه؛ فسلم المسلمون من لسانه ويده؛ وشهدوا له بأنه ذو قلب نظيف ولسان عفيف؛ فما أجمل هذا الخلق اللطيف!. وكم حث الشيخ الناس-خاصة وعامة-على التقوى، وأوضح لهم ما وجده مكتوبا في كتاب الله وفي سنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015