وكيف يكون الشيخ طالبا بعلمه الدنيا أو جاهها، وهو الذي يعطي الناس ما في وسعه من الدنيا؛ فلا يستأثر منها بشيء، وهو الذي بذل أيضا جاهه للناس وقضاء حاجاتهم!.

لقد نجح الشيخ، رحمه الله تعالى، في الاختبار بالدرهم والدينار، وذلك حين رفضها، وعليها استعلى، ابتغاء وجه ربه الأعلى!.

ومن الأمثلة في حياته، أنه كان دائم الترداد على الملك فيصل، رحمه الله تعالى، دائم النصح له، دائم الرفع لحاجات الناس إليه؛ فيذكر أن الملك فيصل أراد أن يختبر الشيخ: هل هو طالب دنيا أو طالب آخرة؟. فكتب له بمنحه عمارة كبيرة ذات ثمن عال تقع في الرياض في دخنة، وهي مقر الرئاسة العامة لدار الإفتاء والدعوة والإرشاد؛ فكتب الشيخ شاكرا معتذرا بأنه ليس بحاجة إليها، ولكن تبقى لصالح الرئاسة العامة لدار الإفتاء ...

ومثل هذا ما يذكر عن موقفه لما منح بيتا كبيرا في المدينة ليسكن فيه، حينما كان رئيسا للجامعة الإسلامية؛ فاعتذر الشيخ بأنه ليس في حاجة، ولكن يبقى البيت لمن يكون رئيسا للجامعة، وهذا هو الذي حصل بالفعل؛ فأصبح من يأتي لرئاسة الجامعة يسكن في هذا البيت. ولو أن الشيخ أخذه لما كان الأمر هكذا!.

والخلاصة أن الشيخ ترك الدنيا والتعلق بها للمحتاج ولمن يريدها، بل إنه ساهم بما يستطيع في حاجات المحتاجين؛ فكان يطلب، ولكن ليس لنفسه، وإنما لسواه، أما هو فيعطي مما أعطاه الله سبحانه.

وكان من ثمرات هذا أن أحبه الناس لما ترك لهم الدنيا وعف عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015