العالم الرباني:
ومما يشرف به "سماحة الوالد" أنه: "عالم رباني".
ومما يشرف به هذا "العالم الرباني"، أنه: "الوالد الحاني".
ومجمل المسوغات لذكره في العلماء الربانيين تتلخص في ثلاث صفات، هي:
الأولى: توجهه بعلمه إلى الله والدار الآخرة.
الثانية: تخلقه بأخلاق الإسلام وأخلاق العلم وآدابه.
الثالثة: سداد منهجه في العلم.
وتفصيل هذه الصفات الثلاث يطول؛ لأن ذلك إنما هو الحديث المفصل عن حياة الشيخ كلها، نعم إنه حديث عن حياة الشيخ كلها، وعندها يعلم من لم يكن يعلم أن حياة الشيخ الجليل، بتفاصيلها، إنما هي دليل صادق، لا مرية فيه، أنه كان عالما ربانيا، وأنه توجه بعلمه إلى الله والدار الآخرة، وأنه قد سدد الله له منهج العلم؛ فسلم من مزالق المناهج وانحرافاتها أو أخطائها، وأنه قد تخلق بأخلاق العلم وآدابه؛ فزكت أخلاقه، وسمت آدابه.
ولنقف وقفات قصيرة عند كل من هذه الصفات الثلاث.
توجهه بعلمه إلى الله والدار الآخرة:
وأما توجهه بعلمه إلى الله والدار الآخرة، فهذا هو الأساس الأول الذي كان من وراء الخير كله في حياة الشيخ.
فما كان الشيخ يريد بعلمه صيدا سوى رضوان الله والدار الآخرة.
إنه لم يكن طالبا بعلمه الدنيا أو جاهها.