والرحمة بهم، وهذا بخلاف من حرم هذه الصفات التي حباها الله للشيخ.
حقا لقد بذل الشيخ ماء وجهه عند الناس، وجاد بماء وجهه لوجه الله تعالى؛ فمرة يكتب خطابا للشفاعة، أو لطلب قضاء الحاجة لمحتاج، ومرة يرسل سواه لذلك، ومرة يذهب بنفسه، رحمه الله.
فأدرك الناس أن هذا الرجل أبوهم العطوف!.
والعجيب أن الشيخ أبا عبد الله قد حاز على هذا اللقب -وهو: "سماحة الوالد"-ليس بقرار رسمي، ولكن باقتناع شعبي عن رضا نفسي!.
فالناس، كل الناس، اتفقوا على مخاطبته بهذا اللقب طوال حياته؛ لأنهم وجدوه كذلك.
والعجيب أن اللقب قد انطبق عليه تماما؛ حتى كلمة: "سماحة" انطبقت عليه؛ إذ كانت السماحة السمة البارزة في سيرته، سواء في أقواله وأفعاله، مع الناس ومع ولاة الأمر.
وأما وصف " الوالد" فقد استحقه بدرجة تجاوز فيها صفة كثير من الآباء؛ إذ لم يعمل جل الآباء؛ ما عمله وقدمه هذا الوالد لأبنائه!.
فاللهم اجزه عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا.
اللهم سامح سماحته، واجزه عنا أبوته!.
اللهم إنك تعلم أن سماحته لم تكن كأي سماحة، وأن أبوته لم تكن كأي أبوة، ولا نزكي على الله أحدا.