أبوهم العطوف الودود، صاحب القلب الرحيم، والدمعة القريبة التي طالما خرجت من عيني الشيخ الكفيفتين،؛ شفقة على أبنائه الأعزاء، الذين هم المسلمون في أرجاء الأرض كلها، وتراه دائم السؤال عنهم، ودائم الحرقة عليهم وعلى أحوالهم في دينهم وفي دنياهم!.

واقتضت هذه الصفة العظيمة في الرجل الكبير أن يكون سخيا سخاء صادقا، شاملا لكل مجالات السخاء؛ وذلك لأنه اكتسب هذا السخاء من التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولقد كان الشيخ سخيا بما ورثه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلم والهداية، وكان مجتهدا في بذل هذا لمن يسأله ولمن لا يسأله، فكانت حياته وقفا على إيصال رسالة الإسلام إلى الدنيا كلها؛ ولم تقعده شهوات الدنيا بأسرها؛ لأن الشيخ لم يقع في أسرها!.

وكان سخيا بالدنيا لكل محتاج؛ فبذل، ولم يزل يبذل طوال حياته بكل ما يستطيع، دون أن يفرق بين محتاج ومحتاج، ودون أن يملي شروطا، ودون أن يبتغي من وراء ذلك شيئا سوى الهداية وسد الحاجة.

ولقد كان بذله عجيبا، والله، إذ لم يكن هذا البذل على فترات ومناسبات، وإنما كان في كل الأوقات، وعلى امتداد حياته كلها؛ لا، بل امتد ذلك إلى أن تجاوز حياة الشيخ في هذه الدنيا؛ إذ من المؤكد أنه التزم للناس التزامات مستقبلية من هذا القبيل حالت دونها الوفاة؛ فلله در الشيخ ما أوفاه!.

وتجاوز عطاؤه أيضا قدرته، إذ كان من عادته أن يقترض إذا لم يكن عنده شيء!. وقد أوصى بأشياء بعد وفاته، منها الوصية لنائبه بالاستمرار في أعمال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015