والله أكبر كم بين شخص وشخص من المراحل!.
رحل الشيخ الذي: يعطي السائل، ويحل المشكلات والمسائل، ويزهد في الدنيا غير سائل، ويتجاوز الحقد والحسد كأنه عن طبائع اللئام غافل، ويحمل كلام الإنسان على أحسن المحامل، ليثبت للدنيا أنه الرجل المؤمن العاقل؛ فازدانت به المجالس والمحافل، وابتسم للناس وألان لهم الكلام، وأطعم الطعام، وقرأ القرآن وصلى والناس نيام، وذكر الله حين غفل عن ذكره الغافلون، وأطاب الكلام حين أفحش المفحشون، وجمع الكلمة حين فرق المفرقون، وأحب الخير كله للناس كلهم، فكشف لهم الشيخ عن حقيقة ذاته، وأنه عبد لله يغدو ويروح في مرضاته، قد ضحى في سبيل ذلك بملذاته؛ لظفره بما هو ألذ منها من العبادة والذكر والدعاء وإيصال الخير للناس. فرحمة الله عليه، ولله دره ما أعقله وما أطيبه من رجل!.
ولعل في هذه الأسطر بعض ما ينبغي أن يكتب عن شيخ المسلمين ووالدهم-رحمه الله تعالى، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأوفاه.
صفتان بارزتان في حياة الشيخ:
ربما كان مجمل التعبير عن وصف الشيخ عبد العزيز ابن باز-رحمه الله تعالى-وأصدقه، أنه: الوالد الحاني والعالم الرباني.
الوالد الحاني:
فاز الشيخ عبد العزيز ابن باز بلقب: "سماحة الوالد"، وهو اللقب الذي يخاطبه به الناس عن رضا وقناعة؛ وذلك أن الناس يشعرون أن هذا الرجل