في القصر يؤمن الإنسان احتياجاته الدنيوية، وقد ينسى ما يحتاجه في القبر وفي الآخرة!.
قد لا ينقص على الإنسان شيء من مطالب الدنيا، لكنه إن غفل عن آخرته والعمل لها، يفاجأ بأن كل شيء ينقصه هناك!.
ولا يستطيع أن يعود لتأمين ما ينقصه هناك!.
ولا يستطيع أن يرسل أحدا يزوده بما نقص عليه!.
ولا ينفعه إلا ما أخذه معه من هنا!.
كان في إمكانه أن يتزود بما شاء، وله أن يصبح من كبار أغنياء الآخرة!.
كان في إمكانه أن يتجنب كل أسباب الهلاك في طريقه إلى الجنة!.
كان في دنياه في ساعة مهلة؛ فجعلها ساعة غفلة!.
وعند الصباح يحمد القوم السرى.
وما من قاطن قبره إلا وهو متحسر على تفريطه، لكنه الآن لا يستطيع
أن يتدارك!.
وأنت الآن في مكنتك أن تتدارك؛ فإن تداركت وإلا فقد أدركت، وكررت غصة من سبقك، ولات ساعة مندم!.
*ألست تدري- أيها المتكلم، وأيها الخاطي خطوته، وأيها الساكت- أن ذلك مسجل عليك ومحاسب عليه، وأنه إما لك أو عليك، وأن اللحظة من عمرك؟!.