سبحان ربي!.
في هذه الدنيا قصور وقبور!.
والناس منهم من يسكن القصور، ومنهم من يسكن القبور!.
لكن الساكنين في القصور لابد أن يأتي يوم يسكنون في القبور!.
فهل يعمل أصحاب القصور للقبور!.
إن موعد انتقالهم إلى القبور محدد ومؤكد، لكنه موعد مجهول لديهم، فهم في أي لحظة من ليل أو نهار يمكن أن ينقلوا من القصور إلى القبور!.
كل امريء مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراك نعله!
كم أثر في نفسي منظر شاهدته أيام الصبا حينما كنت ذاهبا إلى المسجد النبوي الشريف، وإذا بجنازة ينزلها الرجال على أكتافهم من باب عمارة شاهقة!.
لقد انتهى أجل السكنى في هذا المنزل؛ فنقل قسرا إلى المنزل الآخر!.
ولا يدرى هل كان مستعدا لذلك أو لا؟.
وهل كان متذكرا لتلك النقلة أو كان ناسيا؟.
وكم من إنسان أمسى في القصور فأصبح في القبور!.
وكم من إنسان أصبح في القصور فأمسى في القبور!.
وكم من إنسان أمسى في حبور، فأصبح قاطنا بين القبور!.
وكم من إنسان أصبح في حبور، فأمسى مقيما في القبور!.
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ... وأكفانه تنسج في الغيب وهو لا يدري!