من أغرب ما نراه من الورع عند بعض الناس، الورع المعكوس، نتيجة للفهم المنكوس!.
وهو ما ينتهجه بعض الناس من التورع عن أشياء صغيرة جدا، وقد لا تكون في الدين ذات بال؛ في الوقت الذي تراه فيه يتقحم المخالفات الكبيرة التي يعجب الرائي أو السامع كيف ينوء بها المسلم؛ ومع ذلك يرجو أن يسلم! لا، بل يدعي الورع حينما يتورع عن تلك الأمور الصغيرة.
ومن ذلك-مثلا-أن ترى الرجل يتورع عن أن يأخذ شيئا من عنفقته"1"؛
في الوقت الذي لا يسأل من أين تكون نفقته! فلا إشكال عنده أن تكون نفقته من الحرام.
فما هذا التباين، وكيف يحافظ المرء على عنفقته ولا يبالي بنفقته!.
*وماذا يغنينا صف الحروف إذا لم ننكر المنكر ونعرف المعروف؟!.