في الحديث ككتاب التوحيد وأصول الإيمان وكتاب مجموع في الحديث وله مصنفات ورسائل عديدة مفيدة، وبهذا تعلم أنهم إنما يتعبون أهواءهم وما يضعه الواضعون من أعداء الدين من الأكاذيب فالله المستعان.
فصل
ثم قال المعترض قال -رحمه الله-: زعم هؤلاء الكفرة أنهم أخذوا الدين من القرآن العظيم، لكنهم في الحقيقة نبذوه كما نبذوه غيره لأنهم أباحوا لكل إنسان منهم تفسيره بما يريد، وأن يعمل بما يفهم منه، وأطلقوا لأتباعهم الإرادة في الحكم بين الناس برأيهم.
والجواب أن يقال: قد تقدم الجواب عن ذلك، وأن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- قد ذكر أن الاعتصام بالسنة من أصول الإيمان وذكر في ذلك أحاديث وأنه يستعين على فهم القرآن بكتب التفسير وعلى فهم السنة بشروح الحديث وعلى الأحكام بكتب الفقه كما تقدم قريباً فأعنى عن إعادته، فتبين بهذا كذبهم وافترائهم على الشيخ وعلى أتباعه بأنهم لا يأخذون الدين إلا من القرآن فقط، بل يأخذونه ولله الحمد من القرآن ومن السنة ويأخذون من كلام العلماء ما وافق الكتاب والسنة ويرددون من كلامهم ما خالفهما.
وأما قوله: وحرموا الدعاء بعد الصلاة وقالوا إنه بدعة، فالجواب أن نقول نعم قد حظر الشيخ محمد وأتباعه ومنعوا الدعاء بعد الصلاة على الوجه الذي يفعله الناس اليوم في غالب الأمصار، لأن ذلك بدعة لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- لم يكن يفعل ذلك ولا أحد من الصحابة بعده ولا التابعون ولا الأئمة المهتدون، وبيان ذلك بما ذكره شيخ الإسلام –رحمه الله- لما سئل عما يفعله الناس بعد الصلوات