أشكالهم وصفاتهم وآذانهم وطولهم وقصر بعضهم ففيه غرابة ونكارة، وروى بن حاتم عن أبيه في ذلك أحاديث غريبة لا تصح أسانيدها).
وقال الشيخ أبو حيان الأندلسى في تفسيره (روح المعانى) مرتضيًا له، ويعنى أبو حيان أن الأخبار التي تروى في ذلك ضعيفة لا تثبت على محك النقد.
وقد اتفقت كلمة القرآن الكريم والحديث الشريف على كثرة يأجوج ومأجوج، وشدة إفسادهم كما هو صريح في الحديث الذي نشرحه، وكما هو صريح في حديث (الصحيحين) الذي نقلناه عن الحافظ ابن كثير، وذكرناه بعض رواياته، وكما جاء ذلك في أحاديث كثيرة لا تحصى. . .
وقد افصح القرآن الكريم عن هذا أيضًا فقال تعالى في سورة الكهف مخبرًا عن ذي القرنين وعنهم، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)}.
ثم قال سبحانه وتعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}.
قال العلامة الآلوسى في تفسيره (تفسيره): (قال أبو حيان (في البحر): (والأظهر كون الضمير في {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ} هو ليأجوج ومأجوج (أي وتركنا بعض يأجوج ومأجوج يموج في بعضهم آخر منهم حين يخرجون من السد، مزدحمين في البلاد وذلك بعد نزول عيسى -عليه السلام-) ثم عزز الآلوسى ذلك واستشهد له رحمه اللَّه تعالى بحديث النواس بن سمعان.
وقال الحافظ ابن كثير في (تفسيره): (وقال السدى في قوله تعالى: