{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} قال: ذاك حين يخرجون على الناس، وهذا كله قبل يوم القيامة وبعد الدجال، كما سيأتى بيانه عند قوله تعالى في سورة الأنبياء: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}. قال: (وهذه صفتهم في حال خروجهم كأن السامع مع شاهد لذلك، ولا ينبئك مثل خبير.
رأى بن عباس صبيانًا يلعبون ينزو -يثب- بعضهم على بعض، فقال: هكذا يخرج يأجوج ومأجوج، وقد ورد ذكر خروجهم في أحاديث متعددة من السنة النبوية، منها ما رواه الإمام أحمد في مسنده (مسنده) وابن ماجة في (سننه) واللفظ لأحمد من أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: (تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس كما قال اللَّه عز وجل) وهم من كل حدب ينسلون (فيغشون الناس -لفظ ابن ماجة- فيعمون الأرض -وينحاز المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم، ويشربون مياه الأرض، حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه حتى يتركوه يابسًا. . حتى أن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول: قد كان ها هنا ملء مرة!!
حتى إذا لم يبق من الناس أحدًا، إلا أحد في حصن أو مدينة قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم، بقى أهل السماء، قال: ثم يمر أحدهم حربته ثم يرمى بها إلى السماء فترجع إليه مخضبة دمًا، للبلاء والفتنة.
فبينما هم على ذلك إذ بعث اللَّه عز وجل دودًا في أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقهم، -لفظ ابن ماجة- كنغف الجراد فتأخذ بأعناقهم -فيصبحون موتى لا يسمع لهم حس فيقول المسلمون: ألا رجل يشرى لنا نفسه، فينظر ما فعل هذا الدود؟ قال: فينحدر رجل منهم محتسبًا نفسه قد