نسخة ابن بشكوال عن كتاب ابن أبي الخصال: قال أبو عمر قال مالك: «الداء العضال الهلاك في الدين». وفي حاشية كتاب القاضي أبي عمر الطلمنكي: الداء العضال الفساد في الدين. قال مالك: وأبو حنيفة منه اهـ. لعله يريد مخالفة مذهب أبي حنيفة لكثير مما ثبت في السنة.

ما جاء في قتل الحيَّات

وقع فيه قوله: «فركز فيها رمحه» ركز براء في أوله، وزاي في آخره من باب نصر، أي: غرز وثبت. يقال: ركز رمحه في الأرض، فالمعنى: أنه غرز سنان رمحه في الحية.

* * *

وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إنَّ بالمدينة جنًّا قد أسلموا» إلخ.

ظاهر كلام راوي هذا الحديث أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاله في معرض بيان سبب موت الفتى الذي طعن الحيَّة برمحه، بأنَّ تلك الحيَّة جني مسلم متشكل بشكل حية، وأن موت الفتى الذي طعنه كان قصاصًا لذلك الجنِّي تولاه بنفسه حين اضطرابه في رأس الرمح قبل موته، أو تولاه قبيله من الجنِّ، وأن هنالك قبيلاً آخر من الجنِّ بالمدينة كفارًا شياطين وأن قتل الواحد منهم لا ضير فيه لقاتله، فيحتمل أنَّ رسول الله قد أعطاها التأمين في مدينته، كما أعطى الجن الذين سألوه عن قوتهم أن يقتاتوا من الطعام، وروث الدواب، وأنه سأل ربَّه أن لا يسلط غيرها على المسلمين إذا قتلوها؛ ولذلك جعل للمسلمين أمارة للتفرقة بين الفريقين وهي الإيذان ثلاثًا. وعلى هذا الاحتمال فالحديث من المتشابه من جهات كثيرة قد ذكر شرَّاح الحديث بعضها، وأعظمها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015