ما جاء في المهاجرة

وقع فيه قوله: «أنظروا هذين حتَّى يصطلحا» روي «أنظروا» بهمزة قطع مفتوحة في أوله وبكسر الظاء على أنه أمر من الإنظار وهو التأخير. ويرجِّح هذه الرواية ما في الحديث الذي بعده «اتركوا هذين حتى يصطلحا». وروي بهمزة وصل وبضم الظاء، فيجوز أن يكون أمرًا من النظر بمعنى الانتظار، أي: لا تعجلوا بعدِّهما في زمرة من يغفر لهم، ويجوز أن يكون أمرًا من النظر بمعنى التأمل بالعين، أي: انظروا ما يؤول إليه أمرهما، والحديث أفاد أنهما لا يُكتبان فيمن يغفر لهم حتى يصطلحا فإن لم يصطلحا بقيا كذلك إلى اليوم الموالي من قابل.

ما جاء في لبس الثياب للجمال بها

وقع فيه قول عمر - رضي الله عنه -: «جمع رجلٌ عليه ثيابه». يقال: جمع عليه ثيابه إذا لبس ثوبًا على نصفه الأعلى وثوبًا على نصفه الأسفل؛ لأنَّ ذلك منتهى اللبسة عند العرب: إزار وبرد، أو ما يقوم مقامهما؛ لأنَّ من لا يجد إلا ثوبًا فهو يتزر به، وذلك معنى قول الفقهاء: تكره الصلاة بدون ردا، أي: أن يصلي عاري النصف الأعلى. وليس مراد عمر أن يلبس الرجل كلَّ ما عنده من ثياب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015