بشكوال بدون علامة، وكتب في الطرة أيضًا عن الاستذكار لأبي عُمر أنه قال: ترجمة هذا الباب عند يحيى «باب في اليهود» وعند ابن بكر «في إجلاء اليهود من المدينة» وعند القعنبي «في إجلاء اليهود والنصارى من جزيرة العرب» اهـ. ولم يذكر رواية توافق الترجمتين اللتين في أكثر النسخ.
* * *
وقع فيه قوله: «حتَّى أتاه الثَّلج».
وهو بفتح المثلثة وبفتح اللام، ويجوز إسكانها، مصدر ثلج من باب فرح ونصر، وهو من إطلاق اسم الشيء على سببه.
قوله: فقال أبو عبيدة: أفرارًا من قدر الله؟ قال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبلٌ فهبطت واديًا له عدوتان، إحداهما مخصبة، والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله» إلخ.
الاستفهام في قول أبي عبيدة: «أفرارًا من قدر الله» إنكار على عمر في رجوعه عن قصد بلد الشام بقرينة قول عمر: «لو غيرك قالها» إذ لو كان الاستفهام استفسارًا محضًا لم يصدر عمر جوابه بقوله: «لو غيرك قالها» المشعر بأنَّ مثل هذا القول لا يناسب علم أبي عبيدة وسابقته في الإسلام، وقول عمر في جوابه: «نعم» تقرير لما يتضمنه الإنكار من أنَّ عمر فرَّ من قدر الله بالتزام مثار الإنكار، فهو من القول بالموجب. والمراد من القدر في كلام أبي عبيدة التقدير والعلم، يعني الموت بالطاعون إن