ويقال: ضفَّر بالتضعيف تضفيرًا وهما بمعنى واحد.
ووقع مثله في «جامع الهدي» من قول صَدقة بن يسار.
أي: وصف الصًّلاة أيَّام حلول الحجيج بمِنى أيَّام النحر، وأراد به هنا قصر الصلاة في مِنى، وأنَّه قصر مخصوص وليس قصرًا للسفر، إذ ليس بين مكَّة ومنى مسافة قصر إلَّا أنَّه قُصرت الصلاة رعيًا لتعب الحاج في تنقله من منى إلى مكة للإفاضة ثمَّ رجوعه إلى منى. وقد قصر النبي - صلى الله عليه وسلم - والخليفتان من بعده والخليفةُ الثالث مدَّة من خلافته ثمَّ أتمَّ الصلاة من بعد؛ لأنَّه رأى أنَّ القصر رخصة وليس بمؤكد وخشى أن يظنَّ الناس وجوب القصر، وهذا كما فعّل عمر بن الخطاب في سجود القرآن أنَّه قرأ في خطبته يوم الجمعة مرَّة آيةَ سجدة فسجد، ثمَّ قرأ تلك السورةَ في الجمعة بعدَها فتهيَّأ الناس للسجود فقال لهم: «على رسلكم إنَّ الله لم يكتبها علينا إلَّا أن نشأ»، ولم يسجد.
مالك، قال هشام: قال عروة: قالت عائشة، ونحن نذكر ذلك: فلم يقدم الناس نساءهم إن كان ذلك لا ينفعهن؟ ، ولو كان الذي يقولون؛ لأصبح بمنى أكثر من ستة آلاف امرأة حائض كلهن قد أفاضت.
قوله: «ونحن نذكر ذلك» من كلام عروة. وقوله: «فلم يقدم الناس» إلخ هو كلام عائشة، أي: تكلمت عائشة حيث سمعتنا نذكر ذلك. والإشارة بقوله ذلك إلى حديث عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المروي من طريق القاسم بن محمد، وعمرةَ بنتِ عبد الرحمن المقتضي سقوط طواف الوداع عن الحائض. وكلام عائشة هنا استدلالاً تفقُّه زيادةٌ على ما ثبت من الأثر الذي تذاكر فيه عروة مع بعض أهل العلم؛ فالاستفهام