دينكم عن هذه الحميراء»: يعني عائشة، بناء على تأويل الشطر بأنه شطر الأحكام، أعني الجنس المتعلق بأحكام النساء.

ويرجح هذا التأويل ما رواه مسلم عن أبي قتادة، وأحمد عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاءٍ، فجعل قل هو الله أحد ثلث القرآن». أي: كان ذلك قبل نزول آيات مثلها نحو آية الكرسي؛ أو لأنها لا توجد سورة واحدة جامعةً لما في سورة الإخلاص.

التأويل الرابع: أنها تعدل ثلث القرآن في الأجر مثل التأويل الأول، ولكن لا يكون تكرير هذه السورة بمنزلة قراءة ختمة من القرآن؛ ولكن قراءتها مرة لها من الأجر مثل ثلث أجر قراءة جميع القرآن، قاله إسحاق بن راهويه. وفي «سماع ابن القاسم» من كتاب الصلاة الثاني من «العتيبة»: سئل مالك: عمن قرأ: قل هو الله أحد مرارًا في ركعة واحدة؟ فكره ذلك، وقال: هذا من محدثات الأمور. قال ابن رشد: كره مالك ذلك لئلا يعتقد أن أجر من قرأ: قل هو الله أحد ثلاث مرَّات كأجر من قرأ القرآن كله، بتأويل ما رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: من أنها تعدل ثلث القرآن إذ ليس ذلك معنى الحديث عند العلماء، فإنهم أجمعوا على أ، من قرأ: قل هو الله أحد ثلاث مرات لا يساوي في الأجر من أحيا الليل بالقرآن كله، وقد اختلف العلماء في معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنها لتعدل ثلث القرآن» اختلافًا كثيرًا لا يرتفع بشيءٍ منه عن الحديث الإشكال، ولا يتخلص عن أن يكون فيه اعتراض أهـ.

قلت: قال ابن عبد البرِّ: السكوت على هذه المسألة وشبهها أفضل من الكلام فيها وأسلم.

قلت: إنها جمعت أصول العقيدة الإسلامية، وإبطال عقائد أشهر الملل المشهورة، فقوله: «هو الله» ردٌّ على الدهرين؛ إذ هو إثبات لوجود الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015