وَالْمرَاد أَصْحَابهَا، كَقَوْلِه تَعَالَى: {واسأل الْقرْيَة} [يُوسُف: 82] . [15] وَقَوله: " عِنْد أصُول أَذْنَاب الْإِبِل " أَي هم مَعهَا يسوقونها حَيْثُ يطلع قرنا الشَّيْطَان فِي ربيعَة وَمُضر. كَأَن الْإِشَارَة إِلَى الْقَوْم قبل إسْلَامهمْ، وتعرفهم آدَاب الشَّرْع. وَذكر قَرْني الشَّيْطَان مثل يُرَاد بِهِ طلوعه بالفتن من تِلْكَ النواحي.
671 - / 794 - وَفِيمَا انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ: " إِن مِمَّا أردك النَّاس من كَلَام النُّبُوَّة الأولى: إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت ". [15] هَذَا الحَدِيث يرويهِ القعْنبِي عَن شُعْبَة، وَلَا يروي عَنهُ غَيره، وَكَانَ سَبَب سَمَاعه مِنْهُ مَا أَنبأَنَا بِهِ ابْن نَاصِر قَالَ:
أَنبأَنَا أَبُو عَليّ الْحسن ابْن الْبناء قَالَ: أخبرنَا هِلَال بن مُحَمَّد بن جَعْفَر قَالَ: أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد الصّباغ قَالَ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكشِّي قَالَ: حَدثنِي بعض الْقُضَاة عَن بعض ولد القعْنبِي قَالَ: كَانَ أبي يشرب النَّبِيذ ويصحب الْأَحْدَاث، فَقعدَ يَوْمًا ينتظرهم على الْبَاب، فَمر شُعْبَة وَالنَّاس خَلفه يهرعون، قَالَ: من هَذَا؟ قَالَ شُعْبَة. قَالَ: وَأي شَيْء شُعْبَة؟ قيل: مُحدث، فَقَامَ إِلَيْهِ وَعَلِيهِ إِزَار أَحْمَر، فَقَالَ لَهُ: حَدثنِي. فَقَالَ: مَا أَنْت من أَصْحَاب الحَدِيث، فشهر سكينه فَقَالَ: أتحدثني أَو أجرحك. فَقَالَ لَهُ: حَدثنَا مَنْصُور عَن ربعي عَن أبي مَسْعُود قَالَ: قَالَ