وللحافظ كراماتٌ كثيرةٌ منقولةٌ بالأسانيد، وكان يقول: أبلغُ ما سأل العبدُ ربه ثلاثةُ أشياء: رضوانُ الله - عز وجل -، والنظرُ إلى وجهه الكريم، والفردوسُ الأعلى.
وقال الحافظ عبدُ الغني - رضي الله عنه -: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم يمشي وأنا أمشي معه، إلا أن بيني وبينه رجلاً.
قال الضياء: وسمعت أبا العباس أحمدَ بنَ عبد الله المحول حكى عن رجل فقيه، وكان ضريراً، وكان يبغض الحافظ، فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، ومعه الحافظُ، ويده في يده، جاء مع عمرو بن العاص وهما يمشيان، والحافظُ يقول له: يا رسول الله! حدثْتُ عنك بالحديثِ الفلاني، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: صحيح، ويقول: حدثت عنك بالحديث الفلاني، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: صحيح، حتى عددتُ مئةَ حديثِ، قال: فأصبحَ فتابَ من بُغْضه.
قال: وسمعت الحافظَ أبا موسى بنَ الحافظ عبدِ الغني قال: حدثني رجل من أصحابنا قال: رأيت الحافظَ في النوم يمشي مستعجلاً، فقلت: إلى أين؟ قال: أزورُ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: وأين هو؟ قال: في المسجد الأقصى، فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده أصحابه، فلما رأى الحافظَ، قام له النبي - صلى الله عليه وسلم - وأجلسه إلى جنبه، قال: فبقي الحافظُ يشكو إليه ما لقيَ ويبكي ويقول: يا رسول الله! كذبت في الحديثِ الفلاني والحديث الفلاني، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: صَدَقْتَ يا عبدَ الغني - رضي الله عنه -.
ومن تصانيف الحافظ عبد الغني: كتاب "المصباح في عيون الأحاديث الصحاح" ثمانية وأربعون جزءاً، يشتمل على أحاديث الصحيحين، وكتاب "نهاية المراد من كلام خير العباد" في السنن، نحو مئتي جزء، كتاب