يا أيها الرشا الذي لما بدا ... محيت لديه محاسن الأقمار
ما راح خدك وهو دائرة المنى ... إلا وخالك نقطة البكار
لها وجنة فيها من الخال نقطة ... مداري عنها في الهوى ومدارها
تضوع تحت الخال وجنتها شذى ... لقد أوقدت بالمندل الرطب نارها
ولرب موشى المحيا باسم ... عن لؤلؤ في خده تطريز
قد أعجمت بالحسن نقطة خاله ... وله عليه أدبه ورموز
دون عطف الصدغ خال ... سلب الصبر وبزه
فغدى قلبي رهيناً ... تحت مسمار ورزه
أبدى الذي أعشقه شامة ... تزيد بلبالي ووسواسي
بصحن خد لم يغض ماؤه ... ولم تخضه أعين الناس
ونشوان يجلو من حسن وجهه ... علينا قضيب لين القد مائس
على خده خال من الند أسود ... ولا عجب أن يحرس الثغر حارس
قال المؤلف:
ولقد أقول لمن سباني خاله ... منه بلون حرت في تطويسه
بصري حديد بات يجريه الهوى ... قسراً بخالك فهو مغناطيسه
ومن أبيات له:
والخد مذ خط العذار ومدة ... لم يرضى بالتقليد من إقليدس
ومضت مضارب مقلتيك بخطه ... فقتلت بين مهند ومهندس
ومن العجائب خال خدك في لظى ... والصدغ يرفل في ثياب السندس
وقال في خال على الفم:
إن التجاء القلب إلى معقل ... للصبر ولى وهو معكوس
وخاله يمنعني لثمه ... وكل ثغر منه محروس
وقال:
عاينت في خد تضرج شامة ... في وجه ظبي بالملاحة قد كسي
قصرت في تشبيهها بشرارة ... طفئت وقد وقعت بثوب أطلس
مليك الحس أحيا في المحيا ... ملوكاً في نعيم وانتعاشي
فكسرى في الجفون ووجنتاه ... بها النعمان والخال
لهيب الخد حين بدا لعيني ... هوى قلبي عليه كالفراش
فأحرقه اللهيب فصار خالاً ... وها أثر الدخان على الحواشي
خاله في صحن خده ... نوره الأبصار يغشى
نقطة قصر عنها الكو ... ن في فص بلخشي
قال المؤلف
خلت وقد شف شعر عارضه ... من فوق خال تمت به غصصي
شحرور روض للحسن علقه ... من أبنوس العذار في قفص
خيلان خدك ردت ... صحيح قلبي مريضا
في [العين سود] ولكن ... ما زلن في القلب بيضا
قال المؤلف
قال: أنهجوا الخال؟ قلت: استمعوا ... بالله ما قد جاء في فيضي
إني قد شبهته للورى ... بخنفساء في دم الحيض
له حسن شكل من غواية فاتن ... ومن صورة الخيلان في شكله نقط
فمن مئة خط كما جاء صدغه ... ويقصر عن عطفيه ما كتب الخط
أمن لحظه أم لفظه أم رضابه ... نميل على أن الثلاثة اسفنط
له خال خد عم بالوجد والأسى ... محبيه هل في قتلهم جاءه خط
ومهفهف خيلانه وعذاره قد ... جاوزوا حد الجمال وأفرطا
فكأنما كتب العذار بخده ... سطراً بحبات القلوب منقطعا
فتاكة ما سل سيف لحاظها ... إلا ودل الشنفرى وتأبط
صنتم الجمال فصاده من عينها ... والنون حاجبها بخال ينقط
والميم فوها فالحروف تألفت ... مكتوبة والصبر عنها يكشط
ومليح عمه الحس ... ن بخال مثل حظي
وقع البحث عليه ... بينه وبين لفظي
قال هذا [خال] خدي ... قلت: بل ابن أخت لحظي
قال المؤلف
قال لي عاذلي ليثني عناني ... قد تعشقت قاسي القلب فظاً
قلت إني شغلت منه بخال ... في نعيم من خده يتلظى