مليح له خال على صحن خده ... وريحان ذلك الصدغ في وسط ورده
فأبصرت منه وجنة مثل جنة ... تلظت بها نار ومالك عبده
وقال عفا الله عنه:
وجنة محبوبي وخيلانها ... فكري فيها قط لا ينفذ
لأنها صهباء محمرة ... طفا عليها حبب أسود
أمن هلال أنت يا وجهه ... البادي بهذا المنظر الأزهر
وجهه من الروم لكن عليه ... [في الخد] خال من بني العنبر
سألتني ما حال قلبك بعدي ... ربة البيت أنت بالبيت أخبر
فيه جمر كجمر خدك لكن ... جمر ذا أسود وجمرك أحمر
كيف ينفك جمر خدك منه ... وهو بالخال فوقه قد سمر
وقال:
ذاقت العيون من محيا ... هـ ملحاً وسكر
فمن الند خاله ... ومن الخد مجمر
وبخده خالان أما واحد فيلوح ... والثاني كأن لم يظهر
فكأنه في حسنه بدر الدجى=كشف السها في وجهه والمشتري
وأغيد عاينته راتعاً في ... ساحة الدكة كالجود ري
يسام للبيع على أنه ... أبهى من الزهرة والمشتري
وقال:
فديت زائرة في العيد واصلة ... والهجر في غفلة من ذلك الخبر
ولم يزل خدها ركناً أطوف به ... والخال من فوقه يغني على الحجر
ومهفهف تثنى قده غصناً ... يبدي به من ثنايا ثغره زهرا
كأنه كعبة للحسن أو صنم ... الخال والقلب كل يشبه الحجرا
وجه إذا رمققه عين ناظره ... تخاله ترفاً قد ذاب أو قطرا
فظن ناظره خالاً بصفحته ... وذاط إنسان عين الصب فيه ترا
أبديت شعرك فوق وجهك لي ضحى ... فأريتني في الحال ليلاً مقمرا
وجعلت حظي مثل خالك أسود ... فأذقتني موتاً كخدك أحمر
كأنما الخال على خده إذ لاح ... في سلسلة من عذار
أسود يخدم في وجنتيه ... قيده مولاه خوف الفرار
نبي جمال كل ما فيه معجز ... من الحسن لكن وجهه الآية الكبرا
أقام بلال الخال في صحن خده ... يراقب من لألاء غرته الفجر
ميدان حسن وجهه ... سبحان من قد صورك
حبة قلبي قد أتت ... بخدك وهي زائره
وقد عد الحسن بها ... كامل الحسن وافره
والخال فيها مركز ... والصدغ فيها دائره
ولا عجباً إن كان صدغك عقرباً ... فحل به في برجه وجهك البدر
بل عجبي من مسك خالك لم ... ومن تحته في صحن وجنتك الجمر
كأنما الحال إذا ما بدا ... في صفحة من خده الأسمر
عبد من الزنج غدا جالساً ... في حلة من أطلس أحمر
قل لي من هويت قد عبث الشع ... ر بخده قلت: ماذاك عار
حمرة الخد أحرقت عنبر الخا ... ل فمن ذلك الدخان عذارى
ومهفهف راقت نضارة خده ... فالعين تنظر منه أحسن منظر
أصلى بنار الخد عنبر خاله ... هذا العذار دخان دخان ذاك العنبر
آخر
لا تحسبوا شامة في خده طبعت ... على نضارة خد راق منظره
وإنما خده الصافي تخال به ... سواد عينيك خالاً تنظره
عاينت حبة خاله ... في روضة من جلنار
فغدا فؤادي طائراً ... فاصطاده شرك العذار
محاسن الشواء:
قالوا: حبيبك قد تضوع نشره ... حتى منه الفضاء معطرا
فأجبتهم والخال يعلو خده ... أما ترون النار تحرق عنبر
وله أيضاً:
أريقك أم سلاف بابلي ... وخدك أم حديقة جلنار
ووجهك أم هلال من قضيب ... وخالك أم ظلال في نهار
[ ... ] فمن أيتها ... ما يحف بجذوة من نار
كأنما خط العذار مهندس ... والخال فيه نقطة البيطار