وَيُقَال نعم قد قَالَ الإِمَام أَحْمد فِي عقيدته لما ذكر أَن من قَالَ بِخلق الْقُرْآن فَهُوَ جهمي كَافِر قَالَ وَمن لم يكفر هَؤُلَاءِ الْقَوْم فَهُوَ مثلهم
وَقَالَ أَبُو زرْعَة من زعم أَن الْقُرْآن مَخْلُوق فَهُوَ كَافِر بِاللَّه الْعَظِيم كفرا ينْقل عَن الْملَّة وَمن شكّ فِي كفره مِمَّن يفهم وَلَا يجهل فَهُوَ كَافِر وَسَيَأْتِي ذكر ذَلِك
وَلم ينْقل الْخلاف إِلَّا فِي نوع من الْجُهَّال المقلدين وهم الَّذين تمكنوا من الْهدى وَالْعلم بالأسباب الَّتِي يقدرُونَ بهَا على طلبه ومعرفته لَكِن أَعرضُوا وأخلدوا إِلَى أَرض الْجَهَالَة وأحسنوا الظَّن بِمن قلدوه واستسهلوا التَّقْلِيد وَهَؤُلَاء توقف ابْن الْقيم عَن وَصفهم بالْكفْر وَعَن وَصفهم بِالْإِسْلَامِ فِي الكافية الشافية وَجزم فِي الطَّبَقَات أَنه لَا عذر لَهُم عِنْد الله ثمَّ إِن جَمِيع من صنف فِي السّنة من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة يردون فِيهَا على هَؤُلَاءِ الْمَلَاحِدَة الزَّنَادِقَة الضلال ويبينون ضلالهم وكفرهم وابتداعهم وَلم نسْمع أَن أحدا مِنْهُم اعتذر عَن هَؤُلَاءِ الْجَهْمِية وَقَالَ إِنَّهُم مُسلمُونَ لَان بعض أهل الْعلم لم يكفروهم وَلَا اعتذر عَن أحد من أهل الْأَهْوَاء والبدع