الراضي ولَّاه، فنظر ابن بَدْر فِي الحُكم يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجَّة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وركِب. . . . . . . . من تخلَّف عَنْهُ من الشهود، فلم يزَلْ واليًا إلى سلخ صفر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فكانت وِلايته هذه سنة واحدة وشهرين.
ووافى عبد الله بْن أحمد بْن زَبْر خليفة لابن أَبِي الشوارب، فدخل البلد مستهلّ ربيع الأوَّل سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فنظر فِي الأحكام إلى ثلاث خلونَ من ربيع الآخر من هذه السنة، فكانت وِلايته هذه شهرًا واحدًا وأيَّامًا، ثمَّ اعتل عِلَّة موته، فتوفّي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وصُلِّي عَلَيْهِ فِي مُصلَّى عبسون بمِصر.
ولمَّا توفّي ابن زَبْر سعى عبد الله بْن أحمد بْن شُعيب فِي أمر الحكم، فولِيَ الحُكم من قِبَل الْحُسَيْن بْن عيسى بْن هَارون، فلبِس السواد، وركِب إلى الجامع، فقرأَ عهد الراضي لابن هَرَوان، وقرأَ عهد ابن هَرَوان إِلَيْهِ ونظر فِي الأحكام، ثمَّ إنَّه صُرف فِي شوَّال سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فكانت وِلايته ستَّة أشهُر، ثمَّ إن أحمد بْن عبد الله الخرقيّ كتب إلى ابن هرَوان بأن يخلفه عَلَى الحُكم بمصر، فاستخلف محمد بْن بَدْر الصَّيْرَفيّ الثالثة.
محمد بْن بَدْر الصَّيْرَفيّ الثالثة
ثمَّ ورد الكتاب من الْحُسَيْن بْن هَرَوان إلى الأمير محمد بْن طُغج باستخلافه محمد بْن بَدْر الصَّيْرَفيّ، فتسلَّم الحكم فِي شوَّال سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فلم يزَلْ ينظر فِي الأحكام إلى أن عرضت لَهُ العِلَّلة، فتوفّي لثلاث بقِينَ من شعبان سنة ثلاثين وثلاثمائة، فكانت وِلايته هذه أحد عشر شهرًا