ولمَّا توفّي محمد بْن بَدْر الصَّيْرَفيّ جعل الأمير محمد بْن طُغْج النظَر فِي الحُكم إلى أَبِي الدِّكْر محمد بْن يحيى بْن مَهديّ، فنظر وحكم، وركِب لطلَب هِلال شهر رمضان، فأقام ينظر خمسة أيَّام، ثمَّ ردّ الأمر إلى الْحَسَن بن عبد الرحمن بْن إِسْحَاق بْن محمد بْن مَعْمَر الجَوْهَريّ.
وتسلَّم الْحَسَن أمر الحكم خليفةً للحسين بْن عيسى بْن هَرَوان، فركِب إلى الجامع ولبِس السواد، ونظَر بين الخصوم وذلك لسبع خلونَ من شهر رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة، وصُرف عَن الحُكم، وتوفّي بِمصر.
سَمِعْتُ أَبَا عُمَر محمد بْن يوسف، يَقُولُ: قدم بكران بْن الصبَّاغ فِي صفر من الشام واليًا عَلَى الأحباس، ونَفَقه الأيتام، وقدِم معه أحمد بْن عبد الله الكِشّيّ من قِبَل الْحُسَيْن بْن هَرَوان، وقد جعل إِلَيْهِ النظَر فِي الأحكام وذلك فِي ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، ثمَّ إن الأمير قبض يدي الكِشّيّ عَن النظَر، ثمَّ رأَى أن يولّي عبد الله بْن أحمد بن شُعَيب، فولَّاه خليفةً لابن هَرَوان، فكانت وِلاية الكِشّيّ ثلاثة أشهُر.
ثمَّ ولَّى الإِخْشِيد محمد بْن طُغْج عبد الله بْن أحمد بْن شُعَيب القضاء خليفةً لابن هَرَوان فِي رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، فلم يزَلْ عَلَى ذَلكَ إلى أن وافى ابن هَرَوان مِصر، فكان عبد الله بْن أحمد بْن شُعَيب ينظر فِي الأحكام بحضرته خليفةً لَهُ إلى أن بلغه أَنَّهُ يذكر، أن الوِلاية جائية من بغداد رئَاسةً من قِبَل المُستكفي، وصرفه فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
واستخلف الْحَسَن بْن عبد الرحمن بْن إِسْحَاق، فأقام أيَّامًا ثمَّ مرِض، فصرفه، وردّ أمر الحُكم إلى ابن الحدَّاد باتّفاق الشهود عَلَى ذَلكَ، وخرج ابن هَرَوان وسلَّم الأمر إلى ابن الحدَّاد، وبشَّره، ووصله، وأكرمه.