فوقهم}، المن وما ينزل من الأجواء {ومن تحت أرجلهم} نبات الأرض. هذا جزاء ناجز. وقال في خبر الكفران والعصيان في أهل سبا: {فأرسلنا علهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من ثدر قليل}، {ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور}. وقال: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم}؛ أي كانت قبل ظلمهم أحلت لهم؛ {ويصدهم عن سبيل الله كثيرًا}، {وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل}. وهذا تصريح بعقوبات الدنيا أجزية عما عدده من إساءاتهم. فهذا في الرغائب والعوارف الدنيوية. ثم إنه ذكر في المقابلات الدينية سلب التوفيق والألطاف الأعتقاديه، فقال: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}، {والذين اهتدوا زادهم هدى}، {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لو يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون}، {يضل به كثيرًا ويهدي به كثيرًا وما يضل به إلا الفاسقين}. وعدد الأفعال التي أوجبت سلب الألطاف عنهم، فقال: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. وهذا مثل قوله: {فبما نقضهم ميثاقهم}. وهذه آيات كلها دالة على المقابلات بحرمان لذات الدنيا والبركات في الأرزاق والتوفيق والألطاف في الاعتقادات.
ثم جاء إلى باب الحدود والعقوبات الصوارف، فقال في قطاع الطريق والساعين في الأرض بالفساد: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم